لكن القادة السودانيين بمن فيهم الرئيس عمر حسن البشير شددوا مرارا في الآونة الأخيرة على استبعاد خيار الحرب مهما كانت نتيجة الاستفتاء المرتقب.
شارک :
حذرت دراسة نشرت الخميس من أن حربا أهلية جديدة محتملة في السودان قد تصل كلفتها إلى مائة مليار دولار.
ويأتي نشر الدراسة, التي اشتركت فيها منظمة إجيس تراست البريطانية غير الحكومية وثلاثة مراكز بحثية من بينها معهد الأمن للدراسات الجنوب أفريقي, قبل أسابيع قليلة من الاستفتاء في الجنوب المقرر إجراؤه في التاسع من يناير/كانون القادم.
ويخشى أن تتطور التوترات الميدانية التي تثيرها خلافات بشأن الاستفتاء في الجنوب ومنطقة أبيي الغنية بالنفط إلى مواجهة عسكرية تشعل حربا ثانية بعد الحرب الأولى التي أنهتها اتفاقية نيفاشا للسلام في 2005. لكن القادة السودانيين بمن فيهم الرئيس عمر حسن البشير شددوا مرارا في الآونة الأخيرة على استبعاد خيار الحرب مهما كانت نتيجة الاستفتاء المرتقب.
وقد وضعت الدراسة أربعة سيناريوهات تبدأ بالسلام بين شمال السودان وجنوبه, وتنتهي بتجدد الحرب بينهما. وجاء في الدراسة أن كلفة حرب ثانية محتملة متوسطة الحدة يمكن أن تصل إلى 52.۱ مليار دولار. كما قدرت الدراسة أن كلفة الحرب بالنسبة إلى إثيوبيا وكينيا وأوغندا المجاورة ستكون في حدود ۲۹ مليار دولار, وأشارت إلى أن مصر الجارة الشمالية للسودان لن تكون بمنأى عن الضرر.
أما الخسائر التي يمكن أن تتكبدها المجموعة الدولية من تلك الحرب المحتملة, فرجحت الدراسة أن تبلغ ۳۰ مليار دولار في صورة مساعدات إنسانية إضافة إلى تكلفة حفظ السلام.
وقدرت الدراسة خسائر السودان على أساس أن ناتجه الإجمالي المحلي سيتراجع بمتوسط ۲.۲% سنويا على مدى السنوات العشر التي ستستغرقها الحرب المفترضة, زيادة على تأثر إنتاج السودان من النفط الذي تقدر مخزوناته المؤكدة منه بستة مليارات برميل.
وفي حال توقف تصدير النفط تماما بسبب حرب جديدة محتملة فإن الضرر سيكون كبيرا بالنسبة إلى الجنوب المعتمد على عائدات النفط بنسبة ۹۸% وأيضا على الشمال الذي يعتمد أيضا على تلك العائدات بنسبة كبيرة.
وأكدت الدراسة أن معدل النمو بالسودان يمكن أن يبلغ 6.۲% حتى ۲۰۱5, بل ربما يقفز إلى ۹% إذا عم السودان السلام والاستقرار بما في ذلك إقليم دارفور, وقامت علاقة طيبة بين الشمال والجنوب.