و افاد مراسل وکالة انباء التقریب فی سوریا انه ادار هذه الندوة ووزع محاورها- الفنان التشكيلي عبد المعطي أبو زيد- رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في سورية، والفنان التشكيلي عماد رشدان أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين والفنان محمد الركوع والفنان النحات زكي سلام الذي استعرض لنا تاريخ النحت على أرض فلسطين مؤكداً أن فن النحت عرض على أرض فلسطين منذ أقدم العصور، وقلة المعلومات عن هذا التاريخ جاءت بسبب التعتيم المتعمد على التراث القديم للمنطقة لأسباب سياسية معروفة.
«الأم الكبرى عشتار» في مدينة أريحا بفلسطين، ومنحوتة «الجماجم السبع» التي بناها النحاتون بطبقة جصية ملونة مع إضافة أصداف في محاجر العيون، أيضاً وجدت في أريحا عام ۱۸۰۰ ق.م.
ويؤكد النحات زكي سلام أن هذه الأرض المقدسة زاخرة بالمنحوتات مثل أسد مجدد ۱۳۰۰ق.م.
وعرض سلام منحوتات لأهم النحاتين وتحدث عن النحات عبد الحي مسلم الذي أرخ لأحداث فلسطين من خلال فنه النحتي- ومن أوائل الموثقين الخزاف -حنا مسمار- ۱۸۹۸ والنحات مصطفى الحلاج- وحرصاً من زكي سلام على تكوين صور بصرية للمشاهد عرض بعض الأعمال النحتية لفنانين وفنانات من الجيل الحديث تميزت بقوة التعبير.
الفنان التشكيلي محمد الركوع تحدث عن تجربته وزملائه من خلال ما انتجوه من فنون تشكيلية في المعتقلات الإسرائيلية شارحاً هذه التجربة المريرة: «إن ظاهرة فن المعتقلات وجدت نتيجة ظروف المعتقل القاسية- فغلبت على تجربتنا الألوان العنيفة كالأحمر، والأدوات محدودة، علينا أن نبتكر العديد من الألوان من خلال لونين أو أكثر- والرسم يتم على قماشة المخدة نقسمها إلى أربع قطع أو على المحارم- الرموز التي رسمناها شعاع الشمس.
الطائر.. هكذارسمنا أحلامنا، أهم اللوحات الشمعة- الجنين رسمتها عام ۱۹۸۱» وعن صعوبة إخراج اللوحات من سجون الاحتلال قال:محمد الركوع: «إن الفن داخل السجن يلاحق ويصادر- لكن استطعنا إخراج أعداد كبيرة منه عن طريق الصليب الأحمر وتم افتتاح معارض له- فكان قنبلة أنارت ضوء القضية الفلسطينية في العالم».
ومن الجدير ذكره أن فن السجون افتتح قسماً له في كلية الفنون الجميلة في الضفة الغربية.
أما الفنان التشكيلي عماد رشدان فتحدث عن الرمزية في الفنون التشكيلية الفلسطينية وأضاف: في البدايات كان الكثير مما أنتج من الفن التشكيلي الفلسطيني على يد عرب ليسوا فلسطينيين، ثم بعد ذلك ولد الفن التشكيلي الفلسطيني- وبدأ الرمز- الفدائي- يكبر في زمن الانهيارات والهزائم- لأن الشعوب تتعلق بالرمز وترفض الواقع المهزوم والفن التشكيلي العربي والفلسطيني ينطق بكل هذا الواقع.
فكانت البدلة الفدائية وألوانها- والحجر- والمخيم كلها رموز أفرزتها معاناة الشعب الفلسطيني.
أما الفنان التشكيلي عبد المعطي أبو زيد فقد تحدث عن تاريخ الفن التشكيلي الفلسطيني ومراحله أثناء عام ۱۹۴۸م وتحددت هوية الفن الفلسطيني كسلاح إلى جانب الحجر والمقاومة، ولد هذا الفن كما ذكر أبو زيد من قلب المعاناة والمأساة- فكان المخيم هو المفردة الأكثر ترديداً في قاموس الشعب الفلسطيني المشرد وهو المجال الحيوي لتخريج الكثير من الفنانين الذين شحنتهم الأحداث بقدر هائل من الصور المأساوية فتميز بالأسلوب الواقعي- ولازمت الرموز الوطنية اللوحة الفنية الفلسطينية، رموز الخيمة- البندقية ثم انتقلوا إلى التجريد ثم الرموز السريالية.
ولمدينة القدس نصيب أكبر- أضاف الفنان أبو زيد- إن مدينة القدس كانت مركز إلهام أيضاً لكل الفنانين منذ بداية عصر الاستشراق -الاستعمار- والنكبة إلى الآن، فقد تطور رسم مدينة القدس عبر تاريخها أي تنوعت المدارس الفنية التشكيلية للفنانين الفلسطينيين- لكن الواقعية والرمزية والسريالية كانت قاسماً مشتركاً لهم في طريقة تعاملهم مع مواضيعهم مضافاً إليها مجالات الفنون التركيبية والتطبيقية وفن الكاريكاتير.
بقي أن نقول: إن الفن الذي يتفاعل مع أحداث الحياة بحلوها ومرها يبقى مؤثراً في حياة الناس والوطن ويشكل حركة فنية ثقافية «اجتماعية» وسياسية ويسجل حضوراً فنياً على الساحة العربية والعالمية والفن الفلسطيني تفاعل مع المأساة وجسدها ووصل إلى العالمية وترك بصمة قوية وأثراً كبيراً على آراء المجتمع الغربي- وموقفه من القضية الفلسطينية.