منظمة (OANA) ..ضرورة مواجهة ظاهرة تدفق الأخبار باتجاه واحد
تنا
تعمل وسائل الإعلام الغربية من خلال نشر أخبار مزيفة على تأجيج الخلافات السياسية والعسكرية في الدول الأعضاء في وكالات انباء دول آسیا والمحیط الهادی (OANA)، ومنها روسيا بشان الحرب في اوكرانيا وتايبيه الصينية وأفغانستان وسوريا وحتى الجمهوریة الإسلامیة الایرانیة ومن هنا تبرز ضرورة مواجهة تدفق الاخبار باتجاه واحد.
شارک :
وتحاول العديد من وسائل الإعلام والمؤسسات الدعائية الغربية وراء إثارة الخلافات السياسية والثقافية والعسكرية في العالم من خلال نشر أخبار كاذبة بدعم من التحالفات أو المؤسسات الإستراتيجية مثل الناتو والاتحاد الأوروبي وتضحی بأرواح الملايين من الناس حتى المواطنين الغربيين من أجل تحقيق أغراضهم الاقتصادية والعسكرية.
ويتمثل أحد أهداف إنشاء وكالات انباء دول آسیا والمحیط الهادی (OANA) في خلق توازن ضد ظاهرة تدفق الأخبار باتجاه واحد، ولديها حلول لتحقيق هذا الهدف طويل الأمد.
ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا، عملت العديد من وسائل الإعلام والمنظمات الدعائية الغربية على اظهار هذه الحرب بانها حرب بين "الغرب والشرق" و تقول كذبا وزورا، أن الغرب یقاتل من أجل "الدفاع عن الديمقراطية" و "الشرق" يهاجم "الديمقراطية وینتهك حقوق الناس.
وهذه الدعايات تهدف إلى خداع شعوب العالم للايحاء بـأن القوى "المعادية للديمقراطية" تقف في جانب من هذه الحرب والقوى "الليبرالية" المتمثلة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ، ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو). تقف في جانب اخر منها.
الملفت ان المتشدقين بالدفاع عن الديمقراطية لا يقدمون شیئا سوى أخبار أحادية الجانب للرأي العام متجاهلين الممارسات الفاشيه وسجل الإمبريالية وحلف شمال الأطلسي الحافل بارتكاب جرائم كبرى خلال العقود الأخيرة وانتهاكهم للقوانين الدولية، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة.
ومن هذه الجرائم هي شن الحرب على يوغوسلافيا وجرائم الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني المظلوم ومقتل مئات الآلاف من الأبرياء خلال القصف الامريكي المدن العراقية وأمثلة أخرى على الجرائم التي ترتكبها الإمبريالية في جميع أنحاء العالم.
وما تغيب عن النشرات الاخبارية لهذه وساائل الأعلام هي مساعي الولايات المتحدة الامريكية وراء إثارة الفتن في دول شرق آسيا، وخاصة في شبه الجزيرة الكورية، وتأجیج الخلافات في دول مطلة على بحر الصين الجنوبي، وشن العدوان العسكري علي أفغانستان واحتلالها ، واللجوء إلی حرب أهلية في سوريا والقیام بما يسمى بالهجمات العسكرية "المحدودة" على الصومال وليبيا ودعم السياسات العنصرية والإجرامية للکیان الصهيوني.
ولاتشیر الأخبار والتقارير التحليلية لوسائل الإعلام الغربية إلی الحقيقة المهمة المتمثلة في أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي قاما بشن حرب ساخنة بالوكالة في أوروبا الشرقية من خلال اللجوء إلی"حرب باردة جديدة" والسعي وراء تصاعد التوترات لتحقيق أهداف اقتصادية وعسكرية لمنتجي الأسلحة ودعاة الحرب.
وسائل الإعلام الغربية تعمل على تغيير الرأي العام العالمي لصالح سياسات الدول المستکبرة
وتترك الإعلام الغربي التأثير الأكبر في تغيير الرأي العام العالمي لصالح السياسات المحددة للدول المستکبرة من خلال تبني بعض سياساتهم المحرضة في العالم المعاصر ولا ينبغي أن ننسى أن الدول الشرقية لديها أيضًا نفس الأدوات الإعلامية. وعليها العمل لتحييد السياسة الغربية ضد الشرق من خلال تطوير أساليب بث الأخبار والتقارير وتطوير تقنيات الاتصال و إطلاق تحالفات إخبارية مثل OANA.
ومن أمثلة الإجراءات الغربية ضد الشرق هي شن حرب سياسية وعسكرية على أوكرانيا وتأجيج الخلافات الاقتصادية والعسكرية في العالم. حتى في السنوات الأخيرة ، شهدنا "حربًا إعلامية" شاملة ضد الشعب الإيراني ، فهذه وسائل الأعلام لم تبرر قیام نظام صدام البائد بشن الحرب المفروضة على ايران في الثمانينات من القرن الماضي فحسب، بل دافعت أيضًا عن الحظر الجائر الذي فرضه الغرب بقيادة الولايات المتحدة ضد إيران.
واليوم تعمل المئات من القنوات ووسائل الإعلام الغربیة على إنتاج محتوى ضد محور المقاومة والعالم الإسلامي وفي مثل هذه الحالة، يجب أن نرى ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات الإخبارية مثل OANA لتحييد مؤامرات مماثلة ؟
فإننا نشهد ظاهرة تدفق الأخبار باتجاه واحد على حساب الدول الآسيوية وحتى دول الدول المطلة على المحيط الهادي وبالنظر إلی أن خلق توازن ضد تدفق المعلومات في اتجاه واحد یتمثل أحد أهداف تشکیل وكالات انباء دول آسیا والمحیط الهادی، فعليها ان تنظر في الحلول التي تسهم في تحقيق هذا الهدف المنشود وطويل الأمد.
وتتطلب التطورات الأخيرة في العالم، وخاصة في آسيا، أن تستخدم وسائل الإعلام في آسيا والمحيط الهادئ ، وخاصة في شكل تحالفات إخبارية مثل OANA ، قدراتها المهمة لمواجهة الأخبار المزيفة والمزورة التي ينتشرها الغرب ضد الشرق.
وتأسست وكالة أنباء آسیا والمحیط الهادئ (أوانا) عام1961 بهدف تسهیل التبادل الاعلامی بین دول المنطقة بدعم من الیونسكو بعضویة 44 وكالة من 35 دولة في آسیا والمحیط الهادئ.
وتولّت ایران رئاسة هذه الوكالة لفترة استمرت 3 سنوات من 1997 حتی 2000 وكانت عام 2016 نائباً للرئیس وفازت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الرسمية "إرنا"، بمنصب الرئيس الدوري لرابطة وكالات أنباء آسيا والمحيط الهادئ للفترة ما بين 2022 و 2025.
يذكر ان الاجتماع الثامن عشر للجمعية العامة لمنظمة أوانا، سينعقد على مدى يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين باستضافة وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء في طهران؛ حيث سيتم نقل الرئاسة الدورية للمنظمة من وكالة انباء "يونهاب" الكورية الجنوبية الى وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء (ارنا).