>> اسرائيل تحاول توظيف الانفجار في احد مخازن الحرس الثوري في اطار سياساتها التصعيدية ضد طهران | وكالة أنباء التقريب (TNA)
تاريخ النشر2011 13 November ساعة 23:18
رقم : 71028
وسط تركيز اعلامي لافت

اسرائيل تحاول توظيف الانفجار في احد مخازن الحرس الثوري في اطار سياساتها التصعيدية ضد طهران

خاص - تنا بيروت
كعادتها وسائل الاعلام الاسرائيلية اعطت الخبر حيزا واسعا من التغطية واحتل العناوين الرئيسية في الصحف وكأن العملية هي عبارة عن حدث امني يرتبط باسرائيل وامنها بشكل مباشر
اسرائيل تحاول توظيف الانفجار في احد مخازن الحرس الثوري في اطار سياساتها التصعيدية ضد طهران
سرعة في الاستنتاج والتوظيف، هذا ما كان عليه حال وسائل الاعلام الاسرائيلية في التعامل مع الانفجار العرضي الذي شهدته قاعدة تابعة للحرس الثوري الايراني بالقرب من طهران وادت لاستشهاد سبعة عشر شخصا من بينهم احد الجنرالات في الحرس.
كعادتها وسائل الاعلام الاسرائيلية اعطت الخبر حيزا واسعا من التغطية واحتل العناوين الرئيسية في الصحف وكأن العملية هي عبارة عن حدث امني يرتبط باسرائيل وامنها بشكل مباشر، ترافق ذلك مع جملة من التفاصيل والتحليلات التي ركزت على مكان الموقع ونوعية الانفجار والجهة التي ارتبط بها الانفجار والمقصود هنا بالحرس الثوري والجنرال الذي استشهد في الانفجار، واتى كل ذلك في سياق غير مباشر للتصعيد الاسرائيلي في اللهجة التحريضية والهجومية ضد طهران والتسريبات الاسرائيلية حول الاستعدادات لمهاجمة منشآت ايران النووية.
فعلى مستوى المكان ركزت كافة وسائل الاعلام الاسرائيلية على ان الموقع المشار اليه كان موقعا مشتبها بعلاقته بالبرنامج الصاروخي الايراني وعلى وجه الخصوص بصواريخ شهاب الايرانية القادرة على ضرب اسرائيل، وقد نسبت صحيفة يديعوت احرونوت الى المدون رتشارد سيلبرستاين نقله عن مصدر اسرائيلي خبير بالشأن السياسي والعسكري قوله ان الموساد نفذ عملية التفجير بالتعاون مع منظمة خلق المعارضة واستندت هذه الوسائل في حديثها عن هذا الموقع الى معلومات قدمتها جماعات تابعة لما يسمى بالمعارضة الايرانية في الخارج التي عمدت في اكثر من مناسبة الى عرض خرائط لمواقع حول مواقع زعمت صلتها ببرنامجي ايران النووي والصاروخي، وسائل الاعلام الصهيونية ربطت هذا الانفجار بسلسلة ما وصفته بالاحداث السرية التي شهدها البرنامج النووي والصاروخي الايراني في ايحاء بوجود يد مدبرة تقف من خلف هذه الاحداث، والمقصود هنا بيد الموساد الاسرائيلي الذي تحاول اسرائيل حشره في كل حادث يتعرض له اعدائها لتزيد من الهالة الاسطورية حول هذا الجهاز خصوصا في موضوع عمليات الاغتيال التي استهدفت العلماء النوويين الايرانيين، اذ كانت وسائل الاعلام الاسرائيلية تربط بين هذه العمليات والموساد دون ان تقر رسميا بذلك، بل تنسب الصلة الى مصادر اجنبية حتى لا تشكل عملية ربطها اقرارا اسرائيليا بالمسؤولية عن هذه العمليات، وكان التركيز لافتا على الجهة المستهدفة وهو حرس الثورة الايراني الذي يرى به الاسرائيليون رأس الحربة في القوة الايرانية فيما يتعلق بأي مواجهة بين ايران والغرب واسرائيل وكذلك ركزت هذه الوسائل على هوية الجنرال الايراني الذي استشهد في الانفجار وخصوصا دوره وفق هذه الوسائل ببرنامج التصنيع العسكري الايراني لتؤكد عبر ذلك رؤيتها ان عملية الانفجار كانت عملا مدبرا استهدف موقعا حساسا يحوي صواريخ شهاب الايرانية القادرة على الوصول الى فلسطين المحتلة وشخصية عسكرية ذات صلة ببرامج ايران التسليحية.
يبقى ان نتكلم عن الغايات التي تسعى اسرائيل لتحقيقها من التركيز على هذا الانفجار وفي هذا الوقت بالتحديد فاسرائيل اردات وبالدرجة الاولى من التصعيد في الموقف ضد طهران الايحاء للعالم والى الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين بالتحديد انها على وشك القيام بعمل عسكري ضد الجمهورية الاسلامية اذا لم يقم العالم بكبح طموحات ايران النووية وهي ربطت هذا الحادث بهذا التوجه محاولة الايحاء بشكل غير مباشر ان الحادث مدبر، وان اسرائيل هي من تقف خلفه وتقديم ذلك كدليل على مدى عزمها في الذهاب حتى النهاية في هذا الموضوع، والتأكيد على جديتها في الخيارات الجنونية التي طرحتها، وربما يؤكد هذا التوجه حالة الاحباط لدى مختلف الاوساط الاسرائيلية من ذهاب الحملة الاسرائيلية ضد ايران سدى بعد عدم الاكتراث التي ابدته اغلب دول العالم بما تراه اسرائيل الجانب العسكري في البرنامج النووي الايراني واستمرار حالة عدم الاكتراث هذه رغم تأكيد المخاوف الاسرائيلية من قبل التقرير المسيّس للجنة الدولية للطاقة الذرية، وهذا الامر يبقي الكيان الصهيوني فريدا في مواجهة تحد يرى به تحديا مصيريا ووجوديا، فقد وجدت اسرائيل في هذا الحادث مناسبة لاعادة التذكير بتهديداتها من جديد.
من جانب آخر يسعى حكام تل ابيب وعبر التعاون مع وسائل الاعلام الاسرائيلية التي يرتبط عدد من كتابها وغرف التحرير فيها بالاجهزة الحكومية والعسكرية والامنية بشكل او بآخر الى الايحاء للاسرائيليين ان حكومتهم جادة في الموضوع الايراني خصوصا بعد تشكيك العديد من المعلقين الاسرائيليين بمدى جدية اسرائيل وقدرتها على توجيه ضربة عسكرية لايران مع ما سيستتبع ذلك من نتائج كارثية على اسرائيل، وهذا الامر ولد حالة من تصدع الثقة لدى الاسرائيليين بقدرتهم على مواجهة التحدي الايراني وما سيتركه ذلك من خطر كبير على مستقبل اسرائيل، وكما ذكرنا آنفا يأتي ذلك في اطار تسويق قوة الردع الاسرائيلية داخليا وان اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية قادرة على توجيه ضربات في الجبهة الخلفية للاعداء وانها غير نائمة عن التهديدات التي تواجهها اسرائيل كل ذلك رغم ما كان تعرض له رئيس الموساد السابق من هجوم شامل اتهم فيه بالفشل في التنبوء حول المسار الزمني لتطور البرنامج النووي الايراني وعجز عملياته السرية التي استهدفت هذا البرنامج عن الاعاقة الفعلية لهذا البرنامج.
رسالة اخرى ارادت اسرائيل توجييها من خلال تجيير هذا الانفجار وهي تأتي في اطار السياسة التقليدية الاسرائيلية في التعامل مع اعداءها وهي التأكيد الدائم على قدرة الردع الاسرائيلي ووجود اليد الاسرائيلية دائما في كل مكان يمكن ان يشكل خطرا عليها وهي قادرة على ضرب اعدائها من حيث لا يحتسبون رغم ان هذه السياسة تآكلت الى حد كبير بسبب عجز اسرائيل عن منع تطور قدرات اعدائها في ايران وسوريا ولبنان وغزة واصبحت الاوساط الاسرائيلية تقر بشكل قطعي ان اي مواجهة مقبلة مع هؤلاء الاعداء ستكلف اسرائيل اثمانا باهظة جدا لم تعتد عليها في اي حرب من حروبها السابقة، ولعل حرب تموز ٢٠٠٦ والحرب ضد غزة ٢٠٠٨ – ٢٠٠٩ تشكلان نموذجا قاسيا ومصغرا لما تنتظره اسرائيل من خسائر فادحة ومفاجآت كبيرة في حروبها المقبلة، اضافة الى ان الحديث الاسرائيلي عن التطور الهائل في برنامج ايران النووي والصاروخي يشهد على الفشل المطلق لاجهزة استخباراتها في عمليتي التقدير والاعاقة لقدرات ايران النووية والعسكرية.
تبقى الاشارة الى ان اسرائيل تتابع الحراك الاميركي تجاه روسيا والصين في الموضوع الايراني وهي ترصد بدقة لقاءات اوباما مع رئيسي الصين وروسيا على هامش مؤتمر التعاون الاقتصادي الاسيوي – المحيط الهادىء في هاواي وما سيتمخض عن هذه اللقاءات من مواقف في الموضوع النووي الايراني التي تبين اتجاه الرياح الدولية في هذا الملف ومدى قدرة الاميركيين على اقناع الصين وروسيا للسير في سياسة العقوبات ضد طهران.
كما كان لافتا دخول كبار الحاخامات في اثارة الملف الايراني فبعد تشبيه الحاخام الصهيوني الاكبر يونا ميتسغر لدى لقائه بابا الفاتيكان الخطر الايراني بالخطر النازي دعا الزعيم الروحي لحركة شاس الحاخام عوفاديا يوسف "الله ان يحمي اسرائيل من خطر ايران" ويرد كيد الايرانيين الى نحورهم على حد تعبيره.
كما واصل بعض المعلقين الاسرائيليين في كبرى الصحف توجيه الانتقادات الى السياسة الرسمية الاسرائيلية حيال الموضوع الايراني وانتقد المحلل العسكري في صحيفة هآرتس امير اورن وزير الحرب ايهود باراك حينما قلل من قيمة المواجهة مع ايران وكلامه عن ان هذه المواجهة لن تكلف اسرائيل حتى المئات من القتلى، واعتبر اورن ان تقدير الخسائر هو من اختصاص الجهات المهنية وليس من اختصاص صانعي القرارات، وذكر باراك بتقديرات عرضها الجيش الاسرائيلي والجبهة الداخلية تقول ان اي حرب مقبلة مع كل من سوريا وحزب الله والفلسطينيين ستكبد المدنيين الاسرائيليين ما لا يقل عن الف قتيل دون انضمام صواريخ شهاب الايرانية للمواجهة وذكّر اورن باراك بأن تقديره مرتبطة بحجم الخسائر الناجمة على ردة الفعل الايرانية الاولية متناسيا ان ايران ربما لن تكتفي بالضربة الاولى وتقوم بادارة حرب استتنزاف طويلة ضد اسرائيل تكلف تل ابيب خسائر كبيرة.
الخبير العسكري رؤوفن بادتسهور والمعروف بنقده الجارح للمؤسسة الامنية الاسرائيلية دعا الى ان تهيء اسرائيل نفسها لعهد ايران النووية وتحاول التعايش معه تحت مظلة توازن الردع النووي مع طهران، وشرح بادتسهور رؤيته في صحيفة هآرتس عندما وجد ان اسرائيل ستكون عاجزة على توجيه ضربة ناجحة وفعالة ضد البرنامج النووي الايراني بينما لا تجد الولايات المتحدة نفسها - وهي الجهة الوحيدة القادرة على توجيه ضربة واسعة لايران - نفسها قادرة على توجيه ضربة عسكرية لايران في الظروف الراهنة، وحتى ان قامت بذلك فهي لا تستطيع ضمان نجاح حربها على ايران في القضاء على برنامج ايران النووي على المدى البعيد.
https://taghribnews.com/vdcjoyea.uqev8zf3fu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز