إننا أمام مرحلة جديدة أبرز ما فيها اختلال التوازن لصالح إيران
تنا ـ بيروت
أميركا تهدد إيران بشكل شبه يومي منذ ثلاثين عاما، لكنها لا تجرؤ على التحرش بإيران لأنها تعلم أن إيران تستطيع أن تلحق بها هزيمة كبرى.
شارک :
أكد سفير الجمهورية الاسلامية في ايران الدكتور غضنفر ركن آبادي أننا " اليوم أمام بداية مرحلة جديدة، أبرز ما فيها اختلال هذا التوازن لصالح إيران مقابل انكفاء المشروع الأميركي - الصهيوني عن الإقليم. إذ مع الانسحاب الأميركي من العراق بتنا في ربع الساعة الأخير من هزيمة هذا المشروع في المنطقة".
وخلال محاضرة ألقاها في قاعة الاحتفالات الكبرى في الجامعة الاسلامية عن "دور ايران في التوازن الاقليمي في الشرق الاوسط"، بدعوة من كلية العلوم السياسية والادارية والدبلوماسية في الجامعة، في حضور رئيس الجامعة الدكتور حسن الشلبي وحشد من الشخصيات السياسية
والثقافية والاجتماعية والتربوية وممثلي وزراء ورؤساء احزاب وعمداء ومدراء واساتذة الجامعة والطلاب. أوضح آبادي أن "الجمهورية الإسلامية قطعت شوطا كبيرا على مستوى الأهداف الإقليمية من خلال سياساتها الخارجية ".
و تابع الدكتور آبادي: تنطلق إيران في سياساتها الخارجية، وفي تحديد رؤيتها إلى القضايا الإقليمية من التعاليم الإسلامية المباركة، ومن مستلزمات هذا الالتزام أن الجمهورية الإسلامية كانت وما زالت تغلب منظومة المبادىء التي تؤمن بها على المصالح، وليس أدل على ذلك من القضية الفلسطينية، التي لو تخلت عنها إيران، لتحولت إلى دولة تحظى بدعم وتأييد كل دوائر الإستكبار العالمي.
و بيّن سفير الجمهورية الاسلامية في ايران أن " للجمهورية ثوابت تنطلق منها في سياساتها الإقليمية، ولا يمكن لها أن تحيد عنها أو تفرط بها. موضحاً هذه الثوابت: الإيمان بضرورة قيام علاقات أخوية وإيجابية وعلى أساس الإحترام المتبادل، مع الدول العربية والإسلامية كافة في المنطقة. وإيران إذ تؤكد عدم وجود أي نوايا سيئة تجاه الدول المجاورة، فإنها تعمل بصدق وجدية على التعاون والتكامل بينها وبين دول المنطقة، ولهذا هي أكدت مرارا استعدادها لوضع خبراتها وإمكاناتها في خدمة أشقائها العرب والمسلمين، في مختلف المجالات، لاسيما في مجالي الطاقة النووية والصناعات الثقيلة".
وأكد آبادي أن: "الجمهورية الإسلامية تتبنى القضية الفلسطينية، ولا تذيع سرا إذ تقول إنها إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم وإلى جانب الشعوب العربية المضطهدة من قبل الكيان الصهيوني الغاصب وإلى جانب المقاومات التي تعمل على تحرير الأرض والإنسان من هيمنة هذا الكيان، وتؤمن بأن خيار المقاومة هو لغة التفاهم الوحيدة مع هذا العدو وخلاصة الكلام لا يمكن لإيران أن تعترف في يوم من الأيام بإسرائيل تحت أي ظرف من الظروف".
كما لفت إلى أن " الجمهورية الإسلامية تعتقد بأن التواجد الأجنبي في المنطقة، هو السبب الرئيسي في عدم إستقرارها " موضحاً أن " أميركا تعمل بالتنسيق مع الكيان الصهيوني في الخفاء على إيجاد المشاكل، ثم تتظاهر بالعلن أنها تعمل على حلها، وهي في كل ذلك، لا هم لها سوى توفير الحماية لإسرائيل وضمان تفوقها، والهيمنة على ثروات الشعوب، وخاصة الطاقة".
وتابع السفير آبادي :"لقد حاولت قوى الإستكبار العالمي، وعلى مدى ثلاثة عقود، إسقاط الثورة الإسلامية المباركة وحصارها من خلال الكثير من المؤامرات التي خططت لها" مشيراً إلى ان " إيران انتصرت في كل المواقع، فيما فشلت هذه القوى في كل مؤامراتها ضد إيران".
وتابع:"لقد تحولت الثورة الإسلامية إلى نموذج اقتدت به شعوب المنطقة على صعيدين: المقاومة والثورة على أنظمة الطاغوت والظلم". متسائلاً :إسرائيل التي اعتادت على حل مشاكلها من خلال اللجوء إلى القوة العسكرية، والمتمرسة على الحروب، لماذا لا تتجرأ على توجيه ضربة عسكرية لإيران، رغم تهديداتها اليومية لها؟ موضحاً أن : أميركا تهدد إيران بشكل شبه يومي منذ ثلاثين عاما، لكنها لا تجرؤ على التحرش بإيران لأنها تعلم أن إيران تستطيع أن تلحق بها هزيمة كبرى".
كما تطرأ الدكتور آبادي للحديث عن طائرة RQ١٧٠ التي قامت القواتن الإيرانية بإهباطها في إيران من خلال كمين الكتروني و إعتبرها " خير دليل على بلوغ الموقف الأميركي من إيران ذروة الضعف ". كاشفاً عن أن أميركا " طالبتنا باسترداد الطائرة فرفضنا " وتساءل ماذا تستطيع أن تفعل أميركا معنا سوى الصمت؟
نم جهة أخرى بيّن السفير الإيراني أنه "رغم العقوبات الأوروبية والغربية المفروضة علينا، إيران أصبحت دولة تعيش الاكتفاء الذاتي في مختلف المجالات، وبإمكانها الاستغناء عن أي طرف أجنبي". لافتاً إلى أنه "لم يبق أمام مشروع الصهيوني - الأميركي من ورقة تلعبها في المنطقة سوى الفتنة المذهبية، والمؤامرة على سوريا، يريدها أن تصب في هذا الاتجاه، لكن سوريا بصمودها شعبا ونظاما وجيشا ومؤسسات، أوصلت المتآمرين عليها إلى طريق مسدود. نحن متأكدون أن مصير الشعوب العربية والإسلامية هو الانتصار على الاحتلال الإسرائيلي والاستكبار الأميركي". وختم قائلاً : ولن نرضى اليوم بالتوازن الإقليمي أو الدولي معهم فهم الخاسرون وانا وإياكم لمنتصرون إن شاء الله".