تاريخ النشر2012 18 May ساعة 22:20
رقم : 94929
منبر الجمعة في لبنان

لبنان لن يكون ساحة لطلبات الأميركان

خاص"تنا" - بيروت
الأحداث المتسارعة تهيء الأمة لصحوة حقيقية عارمة تسبق الوعد الإلهي القاطع بحتمية زوال "إسرائيل"
لبنان لن يكون ساحة لطلبات الأميركان

من سوريا إلى لبنان تحوّلت أنظار خطباء منبر الجمعة اليوم، طرابلس كانت الحدث حيث دعوا الطرابلسيين إلى تجنب الاقتتال الداخلي وأن لا يضيعوا في المعارك الخطأ. مشددين على أن لا مصلحة للمقاومة بكل ما يجري من أحداث مؤسفة في طرابلس وأن على الطرابلسيين أن يفسحوا المجال للجيش لمعالجة كل الأمور لإعادة الأمن والهدوء . ومن إنتكاسة طرابلس إلى نكبة فلسطين إنتقل الخطباء مناشدين العالم أن يفكّر لمرّة واحدة بالشّعب الفلسطيني ومعاناته، وليس بعين الكيان الصّهيونيّ مستغربين كيف أصبحت إستجابة الشعوب العربية لطلبات أميركا الأمنية أكثر قبولامن طلبات سوريا؟ 

وفي هذا السياق، إستغرب فضيلة الشيخ ماهر حمود "أن يكون الغضب عارما عندما ساد الاعتقاد أن اعتقال شادي المولوي كان بطلب سوري، وعندما أعلن أن الولايات المتحدة هي التي طلبت اعتقاله

تراجع الاعتراض نسبيا وبدأت "الحشود" تتفهم هذا الموضوع ... لقد أصبحت الاستجابة لطلبات أميركا الأمنية أكثر قبولا لدى بعض من جمهورنا من طلبات سوريا؟ أليس الأمر مؤلما نسبيا؟".

كما إنتقد الشيخ حمّود كيف أن الأولوية الإسلامية" ليس لوحدة الأمة ولا لمواجهة إسرائيل ولا لمواجهة النفوذ الأميركي والمخططات والمؤامرات الغربية، كل هذا حذف من برنامج القوى الإسلامية السائدة،وبات اليوم الخطر هو إيران وحزب الله والمحور الذي معهما". لافتاً إلى أنه"على خلفية هذه الأفكار أصبح التدخل الأميركي سهلا، وهكذا يأتي فيلتمان ليطرح افكارا وليحرض ، ويبدو أنها أصبحت في حيز التنفيذ، ويأتي ليبرمان بعواطفه "الإنسانية" ليعطي غطاء لعملية الدعم العسكري للمتمردين". ولفت فضيلة الشيخ إلى أن هذه الأحداث "تهيء الأمة، إن شاء الله، لصحوة حقيقية عارمة تسبق الوعد الإلهي القاطع بحتمية زوال إسرائيل" .

سماحة العلامة
السيّد علي فضل الله
دعا بدوره "العالم إلى أن يفكّر لمرّة واحدة بالشّعب الفلسطيني ومعاناته، وأن لا ينظر، كما ينظر غالباً، بعين الكيان الصّهيونيّ وبمصالحه وبأمنه واستقراره". مشدداً على ضرورة عدم "اختصار قضيّة الشّعب الفلسطيني بمن هم داخل فلسطين فقط، بل أن ينظر إلى من هم خارجها أيضاً، وأن لا تختصر أيضاً بحدود فلسطين الـ٦٧، بل أن تكون حدودها كلّ فلسطين، وهذا الحقّ لن يغيّره أي أمر واقع". معيداً "التأكيد على الدول العربية والإسلامية وعلى كلّ الشعوب، أن لا تستجيب لمن يريد لها أن تستبدل هذا العدو بعدو آخر". من جهة أخرى، رأى سماحته أنه "لقد آن الأوان أن يفكر الجميع بأن السبيل الأنجع لمساعدة الشعب السوري، هو توفير الفرصة لجلوسه على طاولة مشتركة، لا الإتيان بمزيد من بواخر الأسلحة التي تزيد الشرخ بين أبناء البلد".

في موازاة ذلك، لفت السيد فضل الله إلى أن لبنان "كان مؤخّراً محطّ رحال المبعوثين الأمريكيّين، وقد بدأت الفتنة تعبث
به في المواقع الّتي جال فيها هؤلاء، وبدأ الاحتقان السياسي والطائفي والمذهبي تتّسع دائرته، ليزداد الانقسام حدّةً، ولتقترب نيران المشهد السّوريّ من البلد شيئاً فشيئاً" داعياً الدولة "ألا تنأى بنفسها عن هذا الجرح الذي لا يكاد يُغلق حتى يُفتح من جديد ".

بدوره، أكد المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ أحمد قبلان إلى أننا "أمام واقع ميؤوس ويستبطن أكثر من قنبلة موقوتة" لافتاً إلى أنه"من يمتلك إدارة اللعبة الخارقة والحارقة ويمسك بجهاز التحكم قد يلجأ إلى تفجير الصواعق في أية لحظة وإشعال نار الفتنة التي طالما حذرنا منها ونحذر على الدوام". 

وإذ أشار سماحته إلى أن"ما تشهده الساحة اللبنانية وبالخصوص الساحة الطرابلسية يشير بوضوح إلى أننا بالتأكيد على فوهة بركان، وأن كل ما يجري هو في خدمة كل المصالح الدولية والإقليمية إلا المصلحة اللبنانية". لفت إلى أن "سوريا مستهدفة ليس من أجل الإصلاح ولا من أجل ديمقراطية ولا من أجل حقوق الشعب السوري بل من أجل إسقاطها
وإدخال المنطقة بأسرها ومن ضمنها لبنان في فوضى وحروب تبدأ ولا تنتهي". 

من جهته، أكّد رئيس حركة الإصلاح والوحدة الشيخ ماهر عبد الرزاق أن ما تتعرض له طرابس"لا يصب مصلحة هذه المدينة و لا في مصلحة المسلمين" مناشداً كل القوى الفاعلة التدخل لوضع حد لهذه المؤامرة محذراً من "عودة القوى الظالمة والمأجورة لتعبث بأمن مدينتنا". وعن ذكرى النكبة قال الشيخ الرزاق "كنا نأمل أن تأتي هذه الذكرى والفلسطينيون جميعاً يقاومون العدو الصهيوني تحت راية واحدة" محذراً من تحول فلسطين إلى كانتونات متصارعة".

بدوره،رأى سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي أن الأحداث التي وقعت في طرابلس أدخلت الوطن في أخطر وأفدح التحديات منذ انتهاء الحرب الأهلية". داعياً "أهلنا في طرابلس إلى تجنب الاقتتال الداخلي الذي لن يكون فيه لأي طرف من الأطراف مصلحة بل إن كل رصاصة تطلق يمكن أن ترتد على صاحبها فتقتله".
كما دعا الشيخ النابلسي أهلنا في طرابلس إلى إفساح "المجال للمؤسسة العسكرية أن تأخذ دورها في معالجة كل الأمور، فالميدان الذي تقاتلون فيه ليس
هو الميدان الصحيح". موضحاً أن "المقاومة منذ انطلاقتها وهي تضع في سلّم أولوياتها حماية الوحدة الوطنية والسلم الأهلي وتجنيب البلد كل فتنة داخلية" مشدداً في توجهه إلى أهالي طرابلس على أن" المقاومة يضرها ما يضركم ويسوؤها ما يسوؤكم".
ومن هذا المنطلق دعاهم الشيخ النابلسي أن لا يعيروا للشائعات من هنا ومن هناك اهتماماً، جازماً أن " أعداء المقاومة يريدون الوقيعة بينكم وبينها".

رئيس لقاء علماء صور الشيخ علي ياسين ناشد بدوره الحريصين على الوطن والحاملين هم الاسلام العمل لمواجهة الفتنة والقضاء عليها . كما طالب الأجهزة الامنية والدولة أن "تكون يقظة ولا تتساهل مع كل من يخل بالأمن ومصادرة أي سلاح لا يكون لحماية الوطن وردع "اسرائيل" عن التفكير بأي اعتداء على لبنان وشعبه". وفي الوقت نفسه، أشاد باسقاط اتفاق ١٧ ايار وانتصار المقاومة في ايار ٢٠٠٠ وتموز ٢٠٠٦مشيرا" ان سوريا تمثل خط الممانعة والعزة في الأمة العربية بينما الأنظمة الأخرى تسير في فلك قوى الاستكبار وتعمل لمصلحة الكيان الصهيوني .

https://taghribnews.com/vdceoo8o.jh8ewibdbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز