تاريخ النشر2010 26 October ساعة 13:45
رقم : 29467

معركة القدس.. ساخنة اسرائيليا وباردة عربيا

بقلم: طاهر العدوان
تخوض اسرائيل معركة على الجبهات كافة, السياسية والاستيطانية والارهابية, من اجل تهويد القدس المحتلة. وفي الكنيست يتنافس العنصريون الصهاينة على تقديم مشاريع القوانين التي تخدم هذا الهدف. حيث يتم اقرارها بسهولة, وباستثناء النواب العرب, فان احزاب اسرائيل تصطف جميعا خلف عملية التهويد والاستيطان الشرسة, ويستوي بذلك باراك زعيم حزب العمل مع ليفني زعيمة اكاديما مع نتنياهو وليبرمان.
معركة القدس.. ساخنة اسرائيليا وباردة عربيا
لقد حقق نتنياهو جملة انجازات في هذه المعركة، فعلى الصعيد السياسي نجح في التصدي لضغوطات ادارة اوباما المبكرة من اجل تجميد الاستيطان قبل المفاوضات، وأُجبر الفلسطينيين ومعهم العرب على القبول بمفاوضات غير مباشرة ثم مفاوضات مباشرة لكن من دون وقف الاستيطان، الذي لم يتوقف بالفعل حتى خلال تلك الفترة من التجميد. 

وبينما يبحث الرئيس الفلسطيني عن (خرم
ابرة) تبقيه على مسار المفاوضات فان نتنياهو ينشط لتحطيم جميع الخيارات الاخرى التي يُلَوّح بها الفلسطينيون والعرب في حال فشل (تجميد الاستيطان). وبالطبع لم يعد خافيا بان استراتيجية نتنياهو - ليبرمان لا تقتصر على التمسك بالاستيطان وعملية تهويد القدس, انما تتجاوزها الى الهدف الاكبر وهو (ضم الضفة الغربية) الى اسرائيل. وجعل مشروع الدولة الفلسطينية حبرا على ورق. 

يهدد العرب، في اجتماع الجامعة العربية الاخير في سرت بحمل ملف القضية الى مجلس الامن ويقوم الفلسطينيون بتقديم تفسيرات لمعنى هذه الخطوة, مثل طلب اعتراف المجلس بدولة على حدود الرابع من حزيران, وبالتأكيد, تعتبر هذه الخطوة, لو حصلت, تحولا مهما لكن نتنياهو بدأ مبكرا بمعارضتها وتهديد الفلسطينيين
لثنيهم عن السير على هذه الطريق, وبالتأكيد ايضا, فان تهديدات نتنياهو موجهة كذلك الى ادارة اوباما لمنعها من تأييد التوجه الفلسطيني - العربي المزمع. 

وهكذا, يعود الموقف الفلسطيني والعربي الى الباب الدوار, ليواجهوا الحقيقة السوداء بأن سبب قوة نتنياهو ونجاحاته هي ضعف العرب وتهاونهم ولامبالاتهم. ليس فقط على المستويات الرسمية في العواصم انما في كثير من المواقف والقواعد الشعبية ومنظمات المجتمع المدني. 

قبل التوجه الى مجلس الامن الدولي كخيار بديل, مطلوب وضع استراتيجية تحرك عربي سياسي - دبلوماسي واقتصادي - اعلامي
في التعامل مع الادارة الامريكية والاتحاد الاوروبي, والضغط باتجاه ضرورة انصياع المجتمع الدولي للقرارات الدولية الخاصة بفلسطين وفي مقدمتها تلك المتعلقة بالقدس المحتلة.

مع تذكير عواصم الغرب, بأن الدول العربية وشعوبها, دفعت ثمناً باهظاً من اوطانها ومقدراتها وارواح مواطنيها في احتلالات وحروب امريكية - اوروبية, تمت تحت شعار اجبار العراق وغزة والسودان ولبنان على الانصياع لقرارات المجتمع الدولي. 

وقبل التوجه لمجلس الامن, ضرورة تحرك الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني العربية لشن اوسع حملة تضامن شعبية مع فلسطين والقدس. بمثل هذه الاجراءات وغيرها في الجانب العربي, تتحول معركة القدس عربيا من باردة الى ساخنة لتكون على مستوى سخونتها في الجانب الصهيوني. 

https://taghribnews.com/vdcjaxe8.uqehmzf3fu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز