ذكرنا في مقالنا السابق «أيام في خراسان» انه «كم كان جميلا ورائعا ان تجد بصمات اهل الخير من المتبرعين الكويتيين السنة في مدينة مشهد المقدسة لدى الشيعة في تكامل اسلامي جميل ولوحة اسلامية مبدعة تكشف عن الوجه الحقيقي للمسلمين سنة وشيعة».
وقد أردت ان استكمل الاستمتاع بجمال تلك الصورة التي يحاول الكثيرون من تجار الطائفية السياسية لدينا من نواب وكتاب تشويهها وابعادها عن اذهان الناس، فسألت صاحبي ان كان هناك مسجد لأهل السنة في مشهد، فأجابني بأن هناك اكثر من مسجد بل ان أحد المساجد مسجد جامع تقام فيه صلاة الجمعة، فطلبت منه مسرعا الذهاب إلى اقربها للصلاة فيه بعد ان تأخر بنا الوقت عن صلاة المغرب، وذهبنا بالفعل ووصلنا مع اذان صلاة العشاء، وكانت اصوات الطلبة الصغار وهم يتعلمون القرآن في الطابق العلوي للمسجد تصل الينا جميلة عذبة، وكانت هناك بعض اعمال البناء الاضافية في ملحق المسجد، اضافة لوجود مبنى ملحق بطابقين وفيه بعض العاملين ايضا، وكانت الاجواء طبيعية اعتيادية فصلينا المغرب والعشاء وقمت ببعض التصوير للتوثيق وللتأريخ، وقفلنا راجعين الى الفندق استعدادا للقاء محافظ خراسان.
وقد ذكرت خبر المسجد وصلاتنا فيه لبعض رفاق السفر ومنهم الكاتب الفاضل الشيخ خالد السلطان وعرضت عليه ان نذهب للصلاة فيه في الغد مع بقية الاخوة، ولكن يبدو ان ضيق وقت الرحلة لم يسعفه لذلك، وكم كنت اتمنى لو رافقني السلطان لاداء الصلاة في المسجد بدلا من دخوله في سجالات عقيمة مع احد الباعة المجهولين في السوق، ونقلها في مقال ولا ندري ما الغاية او الفائدة من نقل تلك السجالات اصلا، في حين ان الصلاة في مسجد سني في مشهد الشيعية سيكون رسالة واضحة ومباشرة لكل المتصيدين في الماء العكر ولكل الذين لا يقبلون بروح التعايش المشترك بين المسلمين سنة وشيعة، ولكل الذين يطنطنون صبح مساء ويبحثون عن كل ما من شأنه اثارة الفتن والحساسيات بين السنة والشيعة، وبدلا من ان يكونوا مفاتيح للخير تجدهم افضل مفاتيح للشر وافضل مغاليق للخير.
ولم استغرب من وجود مسجد سني في مدينة مشهد الشيعية، ففكر اهل البيت هو لجميع المسلمين واهل البيت هم لجميع المسلمين سنة وشيعة، وليس غريبا على مدرسة اهل البيت ان تحتضن مختلف الفرق الاسلامية، بل الغريب هو ان يتم اقصاء وتهميش اي فريق اسلامي وبحجج دينية واهية، والامام الرضا عليه السلام هو سليل هذا البيت الطاهر، فلا عجب ان يلوذ به اللائذون ويتبرك بالسكن قرب ضريحه المتبركون من مختلف المذاهب.
ان ما قامت وتقوم به جمعية الصحافيين والدينامو النشط وصاحب المبادرات البناءة عدنان الراشد وجنوده المجهولون وزملاؤه المحترمون في مجلس ادارة جمعية الصحافيين وعلى رأسهم السيد احمد بهبهاني والزميل فيصل القناعي، من جهود بالرغم من كل العقبات والعراقيل والهجوم الذي تتعرض له هذه الجهود، الا ان ثمرة كل هذا العمل المخلص لابد وان تظهر على السطح ويراها جميع المخلصين، فلهم مني كل تحية وتقدير، ولا يفوتني هنا تقديم الشكر لجميع من ساهم بانجاح هذه الرحلة الاعلامية المتميزة، وأخص بالذكر سفير الكويت النشط السيد مجدي الظفيري على تواجده الدائم مع الوفد والملحق الاعلامي بالسفارة الايرانية سمير رشدي، وكافة الزملاء والزميلات الكتاب والاعلاميين بالرحلة فقد كانوا سببا آخر لنجاح الرحلة، وما الاحاديث الممتعة التي قضيناها مع رفاق السفر الافاضل حسن الانصاري وعبدالله زمان وعمار تقي ومحمد الحسيني ومحمد الدبوس وطريف العوضي ومشاري العلوش وخالد السلطان وسامي النصف ومحمد السنعوسي ود. بدر الرخيص ود.عصام الفليج ود. عايد المناع ومال الله مال الله وعماد قربان وعماد مرتضى وبقية الزملاء والزميلات، الا بداية لمشاريع اعلامية ووطنية جديدة نتمنى ان ترى النور في المستقبل إن شاء الله.
المصدر :التوافق نقلاً :صحيفة الدار الكويتية: عادل حسن دشتي