انطلاقة جديدة لإسلام منفتح يؤدي لتراجع الاستكبار والسلفية المتطرفة
لاعتماد مشروع التآخي بين المسلمين بعيدا عن التعصب والتمذهب
شارک :
اكد العلامة السيد علي فضل الله، في كلمة ألقاها في المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية في دورته الرابعة والعشرين، الذي أقامه المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، في العاصمة الإيرانية طهران " ان قراءتنا لدلالة المتغيرات التي حصلت اخيرا في عالمنا العربي والإسلامي، تؤشر إلى أننا سنشهد انطلاقة جديدة لإسلام منفتح، سيترك تأثيرا مهما في أغلب ساحات العالم الإسلامي، ما قد يؤدي إلى تراجع مواقع الاستكبار من جهه، والسلفية الإسلامية بنسخها المتطرفة، من جهة أخرى، وفي ذلك مصلحة عليا للإسلام، إسلام التقريب والوحدة".
ورأى أن " أي مشروع إسلامي إنساني وحدوي حضاري يبدأ بالإنسان نفسه، لذلك يجب بداية أن نعمل على بناء إنسان الوحدة، لأن الإنسان الذي يعيش هموم الوحدة، هو الذي يحترم خصوصية الآخر ويتفهمها، ولا يتعامل معها بعصبية وانفعال، بل هو الإنسان الذي يفتح عقله وقلبه ليحمي حرية الآخر من كل عواطفه ونوازعه العصبية وميوله الانفعالية السلبية".
وشدد على "ضرورة العمل على التخطيط للمؤتمرات العلمية التي يشارك فيها أصحاب الاختصاص، من علماء دين ومثقفين إسلاميين، وأصحاب خبرات علمية لها علاقة بالتشريع والأحكام الإسلامية، وذلك عبر تدشين ورش عمل علمية، تهدف إلى إنتاج مشروع تقريب حقيقي للأفكار المذهبية في القضايا الكلامية والفقهية، حيث نفرد لها إطارا يوحدها في الخطوط العامة التي تمثل الثوابت المتسالم عليها، ويقطع الطريق على المغالين والتكفيريين، إلى أي فئة أو مذهب أو سياسة انتموا".
وأكد أن "الثقافة التقريبية الوحدوية لا بد من أن تتحول إلى منهج نعتمده في خلق ثقافة شعبية عامة فاعلة في الوجدان الوحدوي العام".
ودعا الدول الإسلامية إلى "العمل على تنشيط مناسبات اللقاء بين المسلمين، وعدم استخدام الخلافات المذهبية لتكريس الهيمنة السياسية على حساب الأهداف الإسلامية الكبرى"، كما دعاها إلى "توحيد النظرة إلى المسلمين وطنيا وسياسيا، فلا تهمش فئة أو طائفة لمصلحة فئة أو طائفة أخرى، كي تساهم في تجفيف منابع الفرقة، وتحد من أنشطة العاملين على بث الروح العصبية البغيضة بين المسلمين، بما يحقق الصالح العام للأمة جمعاء، وطنيا وقوميا وإسلاميا".
وشدد على أنه "يقع على عاتق الحركات الإسلامية مسؤولية كبرى في عملية التقريب بين المذاهب، لأنها تضم النخب القيادية والثقافية والفكرية الأوعى بين المسلمين، ولأنها تعرف أكثر من غيرها أهمية الوحدة ونبذ الخلاف، كون مشاريعها الكبرى لا تستقيم إلا في مناخات الوحدة والتقارب والألفة بين المسلمين".
وختم كلمته طارحا ل" مشروع التآخي بين المسلمين، الذي ينبغي اعتماده للخروج من دائرة العصبية والمذهبية المغلقة، إلى آفاق التعاون الإسلامي المنفتح على آفاق الإسلام العالمي، وعلى قضايا الأمة كلها، بعيدا عن لغة التعصب وحواجز التمذهب".