"لا تزال الأمة بخير "، هذه عبارة وردت على لسان سماحة مفتي عمان، وهو يذكر موقف المشجعين المسلمين المشاركين في مونديال قطر تجاه المراسلين الاسرائيليين الذين اخترقوا المونديال لتسويق التطبيع شعبيًا بعد أن رأوا ما كسبه العدو الصهيوني في تدنيس بعض المواقع من عالمنا الإسلامي رسميًا.
شارک :
إن أكبر هدف يتابعه الصهاينة منذ احتلال فلسطين هو الحاق الهزيمة تلو الهزيمة بالعالم العربي والإسلامي. لا شك أن أكبر هزيمة يمكن أن يحققها العدو الصهيوني هو فصل الأمة عن قيادتها السياسية. لأن وحدة مسار الأمة مع قيادتها تشكل أكبر خطر على وجود اسرائيل، وهذا ما أثبتته الوقائع المتتالية خلال العقود الماضية التي تلت الاحتلال.
والعدو الصهيوني يسعى لهذا الفصل فكريًا وإعلاميًا وسياسيًا ويبذل جهودًا ضخمة في هذا المجال.
إن رفع لافتة التطبيع في بعض الدول قد بعثت الأمل في قلوب الذين يحملون مهمة هذا الفصل، لكنه أمل كاذب وسراب خادع، لأن المسلمين بكافة فئاتهم السنّية والمذهبية والقومية والاقليمية يحملون مخزونًا إنسانيًا تحرريًا يأبى عليهم قبول أعداء الإنسانية والقتلة والغاصبين، شأنهم في ذلك شأن كل إنسان حرّ أبي في العالم.
لقد شعر الصهيوني بالاحباط وهو يحاول أن يستدرج ولو عربيًا واحدًا في المونديال لتأييد التطبيع. وسائل الاعلام الصهيونية ذكرت:
«الواقع الذي لطالما حاولت تل أبيب التستر عليه والترويج لقبول قطار التطبيع المزعوم عكسته حالة الإحباط التي عبّر عنها موفد القناة 12 الاسرائيلية أوهاد حيمو لتغطية أحداث كأس العالم 2022 في قطر برفض مشجعي كرة القدم العرب من جنسيات عدة إجراء مقابلات مع القناة الاسرائيلية تعبيرًا عن موقفهم الرافض للتطبيع والداعم للشعب الفلسطيني.
وفي محاولة من هذا الموفد الصهيوني للخروج من حالة الاحباط أجرى بثًا حيًا ومباشرًا مع مشجع قطري للحديث للتلفزيون «الاسرائيلي الرسمي» «كان» لكن القطري رفض التحدث عندما عرف بأن الحديث يدور مع صحفي إسرائيلي. حيث اعتقدت وسائل الاعلاام الاسرائيلية أن التطبيع و«اتفاقيات» ابراهام الموقعة بين تل أبيب ودول عربية ستحفز الجماهير العربية في المونديال على استقبالها «بحفاوة»!!».
هذا الموقف وسائر المواقف الشعبية التي شهدتها ساحة المونديال منها رفع شعارات الموت لاسرائيل وتحيا فلسطين ورفع العلم الفلسطيني مرات ومرات تؤكد أن الشارع العربي والإسلامي لا يسير وفق مشروع التطبيع الصهيوني – الامريكي.
وهذا ما بعث السرور والانشراح في قلوب الأمة العربية والإسلامية وما أدى بسماحة مفتي عمان لأن يقول: «اننا نذكر بكل تقدير الذين رفضوا التعامل مع الصهاينة المحتلين عندما التقوهم في قطر، سواء ذلك الأخوة القطريون أو سائر الاشقاء العرب والمسلمين، إذ لم يرضوا لأنفسهم المداهنة المحرّمة شرعًا،وصرّحوا بأنهم محتلون وليس لهم من الحق شيء. وقال: هذا يدلّ على أن الأمة لا تزال بخير.
هذه المواقف وغيرها من المواقف الشعبية الرافضة للتطبيع، والتي رأيناها في رفض الرياضيين واللاعبين للنزال مع اسرائيلي حتى ولو خسروا مكانتهم في التصنيف العالمي للفيفا، يدل على هذا الانفصال والفصام بين الشعوب والتوجه الرسمي لبعض البلدان المتجهة نحو التطبيع، وهو فصام لا يعود بالخير على الأمة، ولا على الأمن والسلام والتنمية في البلدان.
من منطلق حرص المجمع العالمي للتقريب ندعو إلى أن إنهاء الفصام بين الشعوب والحكومات المطبّعة، ونأمل أن تكون شعوب أمتنا الإسلامية مع حكوماتها على قلب رجل واحد في الحركة نحو استعادة العزّة والكرامة. والله الموفق.
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية/
الشؤون الدولية