الشیخ غازي حنینة : الاسلام جاء حاملا كل مقومات القيم والمعاني الكريمة
تنـا - خاص
قال رئيس مجلس الأمناء بتجمع العلماء المسلمين في لبنان، الشيخ غازي حنية" : عندما جاء الاسلام جاء حاملا كل مقومات القيم وكل المعاني الكريمة الطيبة والسخية التي تحفظ كرامة ورفعة الانسان الذي جعله الله سبحانه و تعالى اشرف مخلوقاته .
شارک :
جاء ذلك في كلمة الشيخ حنينة خلال الندوة الافتراضية للمؤتمر الدولي الـ 38 للوحدة الاسلامية التي بدات اعمالها اليوم السبت برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية.
واكد العالم الاسلامي اللبناني، بان المرحله الراهنة تستدعي من الامة الاسلامة ان تاخذ مقعدها في الصف الاول لتكون في صدارة الامم و ان لا تسمح للقوى الاستكبارية ان تصادر قرارها وان تسلبها مقدراتها.
وفيما يلي نص هذا المقال :
بسم الله الرحم الرحیم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ابارك لكم هذا المؤتمر الذي ينعقد في هذه الظروف التي تمر الامة الاسلامية والمجتمع الدولي وكأن العالم وكل العالم على مفترق الطرق، لان القيم الانسانية والقيم الالهية التي سنّها الله عزوجل لهذا الكون وللمجتمع الانساني خاصة، تهاوت امام معاول الهدم الفكري والثقافي الذي تمارسه القوى الخفية الظالمة والتي تسعى لنشر الفساد والرذيلة في الارض.
لذلك عندما جاء الاسلام جاء حاملا كل مقومات القيم وكل المعاني الكريمة الطيبة والسخية التي تحفظ كرامة ورفعته الانسان الذي خلقه الله سبحانه و تعالى .
واحرى بنا يا معشر الامة الاسلامية ان نسعى بها انطلاقا من تعاليم ربنا في كتابه الكريم وفي نهج نبيه العظيم (ص)؛ الله عزوجل يقول في قرانه [تعاونوا على البرو التقوى و لاتعاونو على الاثم و العدوان]، و يقول تبارك و تعالى [«وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ]، و يقول رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم : [المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا].. ناهيك عن المنهج النيوي الشريف الذي سار رسول الله (ص) والذي يقوم على مبدأ التعاون وهذا التعاون لا يكون الا على الاسس الطاهره الشريفه النقيه والصحيحه ومذاهبها في كتاب الله وهدي رسول الله (ص).
من هنا اننا نوجه النداء الى الامة الاسلامة بكل اطيافها ومذاهبها وطرقها ومفكريها ومثقفيها و رجالاتها ورجالات الفقه فيها، ان يجتمعوا على طاولة مستديرة ويتداولوا شؤون الامة الاسلامية، و اليوم لا يستدعي منا ان نسافر من قطر الى قطر، ونجتمع في اقطار متعددة ونتحمل تكاليف واعباء السفر وما شابه ذلك، انما يكتفي ان نفتح صفحات هواتفنا لنجمتع كلنا على المستوي القطري و على مستوي الامة الاسلامية لنطرح قضايانا و لنناقش امورنا فيما فيه خير هذه الامة في حاضرها ومستقبلها، وعلى اساس رضا الله تعالى و من هدي رسول الله (ص) .
ولذلك ايها الاخوة الكرام ايها الاخوات الكريمات، عندما ينادينا الاسلام الى مثل هذا الامر وعلى مبدأ التعاون والتكاتف والتعاطف والتآزر والتحابب ،كلها عناوين جاءت في احاديث رسول الله (ص) وفيها كل الخير و المصلحة لنا كأمة اسلامية نحمل مشعل الهداية و الخير للمجتمع الانساني لما فيه خير لحاضرنا و مستفبلنا وخاصة كما ذكرت في مقطع كلامي ان المجتمع الدولي على ابواب منعطف وذلك على خلاف ما كان في المئة السنة الاخيرة.
نحن على ابوب مئوية جديدة فيها كثير من المتغييرات وهنالك أمم كانت في مواقع الصدارة تأخرت قليلا الى الوراء وكانت هناك امم في موقع متخلف اصبحت في صدارة الامم و في الصف الاول على المستوى العالمي .
من هنا نقول ان هذه المرحله تستدعي من الامة الاسلامة ان تاخذ مقعدها في الصف الاول لتكون في صدارة الامم و لاتسمح للقوى الاستكبارية ان تصادر قرارها وان تسلبها مقدراتها، وان يحولها الى سوق استهلاكية لتصريف بضائعها .
ومن هنا نتوجه لمؤتمركم الكريم هذا عبر هذه الشاشه لنقول ان الامة الاسلامية اليوم امامها مسؤولية كبرى خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينة، وهي بعد ثلاثة ارباع قرن من الزمن الذي ركع فيه العدو الصهيوني وغرس براثنه في جسم امتنا من خلال اغتصاب فلسطين واحتلال ارضها و تشريد شعبها وتهجيره في شتات الارض علينا جميعا ان نتكاتف ونتضامن على اساس قيم مبنية على اساس كرامة الانسانية التي دعانا الله عزوجل اليها والتي حثنا رسول الله (ص) عليها، وان لا نعطي الدنية في ديننا.
نحن مدعوون كأمة اسلامية ان نجتمع اليوم لنتوحد و ان نكون صفا واحدا كما امرنا الله سبحانه تعالى : [ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص].
واقول لمن يظن انه يقف على الحياد ويصيب النجاة او يحقق النجاة لنفسه او لشعبه، فهو مخطئ و واهم ومشتبه لان هذه المعركه لن تستثني احدا؛ فمن ظن انه جنب نفسه في هذه الفترة فان مصيره نراه من الان، ذلك ان هذا العدو لن يفر احد من عدوانه و من اجرامه، فاذا اعتدى على الشعب الفلسطيني وقضى عليه فشعوب المنطقة ستتوالى ضربات العدو الصهيوني لها.
لذلك ينبغي ان نكون متأهبين مستعدين متكاتفين متعاونين متآزرين متحابين من اجل نصرة امتنا ومن اجل تحقيق وحدتنا ومن اجل نصرة الشعب الفسطيني واعادته الى ارضه السليبه، ومن اجل اقامة دولته المستقله على ارض فلسطين، يعيش فيها المسملون والمسيحيون و اليهود الفسطينييون، اما الصهاينة فلا حق لهم على ارض فلسطين، حتى هناك فريق واسع من الشعب اليهودي يرفض الفكر الصهيوني و يعاديه و يطالب بدولة فلسطينة يعيش فيها و في كنفها مع اخوانه المسلمين.
ونحن كمسلمين نناشد اخواننا المسيحيين واليهود ايضا بان نكون صفا واحدا لمواجهة المعسكر الصهو الامريكي الذي لايريد الخير لشعوب المنطقه ناهيك انه لا يريد الخير لشعوب العالم ايضا.
و السلام عليكم .