المخطط الإستكباري الأمريكي يريد تدجين الإسلام كله ليسهل عليه توظيفه في خدمة بلاط هنا وموقع هناك.. بالوحدة والوعي نحبط هذه المخططات .
شارک :
وكالة أنباء التقریب (تنا) : تحت عنوان: «مصير الوحدة الإسلامية في واقعنا المعاصر»حاضَرَ سماحة العلامة المرجع الراحل السيّد محمد حسين فضل الله، وذلك في النّدوة الفكريّة الإسلاميّة التي عُقِدَت في «أَزهر البقاع» تحت عنوان: «الدّعوة إلى الله تعالى مناهج متنوّعة لغايةٍ واحدة» صباح الأحد ٢٢ رجب١٤٢٣ هـ / ٢٩ أيلول ٢٠٠٢.
حضر النَّدوة لفيف من العلماء، وحشد من الحضور السياسي والاجتماعي..
ثُمَّ ألقى سماحة العلامة المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله (قدس سره) كلمة جاءَ فيها:
التحدي الثقافي:
الحديث عن الوحدة الإسلامية ومصيرها في واقعنا المعاصر ينطلق من الحديث عن الإسلام، ومن حركة الإسلام في الواقع ودوره في هذه الحركة، لأنّ المسألة أنّهُ لم يمرّ في كل تاريخنا الإسلامي مرحل في خطورة هذه المرحلة المختزنة في داخلها حالة الاهتزاز الذي يصيب العقل والقلب والشعور، وهو يتعاظم حتّى تهتزّ الأرض من تحت أقدامنا..
إنّ المسألة الآن هي أن التحدّي للإسلام هو التحدّي الذي يطال المسألة الثقافية، حيثُ بدأت كُلّ مواقع الثقافة في العالم بغضّ النظر عن طبيعتها تتحدّث عن مفاهيم الإسلام.. وينطلق الاستكبار الثقافي ليضع آلاف علامات الاستفهام على هذا الموقف أو ذاك الموقف، أو على هذه الشريعة أو تلك الشريعة.. ثمَّ التحدّي الاجتماعي الذي يحتضن التحدّي الأخلاقي فيما نواجهه في عالمنا الإسلامي من كل هذه المتاهات التي يُراد لنا أن نسير فيها في محاولة لصنع أخلاق جديدة باسم الحريّة الإنسانيّة، وباسم الكثير من العناوين التي يُرادُ لها اجتذاب مشاعرنا لتحُرِّف مفاهيمنا عن مواقعها.
ولن نتحدّث عن التحدّي الاقتصادي الذي يُرادُ من خلاله مصادرة كُلّ مواقع الاقتصاد في العالم الإسلامي ليكون اقتصادهم هو الأصل واقتصادنا هو الهامش على جميع المستويات، ليصبح اقتصادنا على هامش اقتصادهم.لقد بدأ الاستكبار يعتبرُ أن كُلّ اقتصادنا هو اقتصاده: في أسواقه واستثماراته ومقدّراته.
التحدي السياسي:
ثمّ يأتي التحدي السياسي الذي يُرادُ من خلاله إسقاط كُلّ معنى للاستقلال السياسي في كُلّ مواقعنا، من خلال أكثر من وسيلة تسعى لتمزيق الأُمة وخلق الخطوط والتيارات التي يتحوّل فيها الإسلام السياسي كما يتحدّثون عنه إلى جريمة ، ويتحول فيه تطبيق الشريعة الإسلاميّة إلى تهمة وتخلّف وصدمة للحضارة، حتّى من الذين يتحدّثون رسمياً باسم المسلمين.وتطوّرت المسألة السياسيّة، فأصبحنا نلاحق كُلّ من يعيش عزّة الإسلام مقابل الذين يريدون مصادرة حريته، فاستحدثوا كلمات الإرهاب والتطرّف.
إن المعركة تشمل الإسلام كُلّه، فلم يبقَ جانب في كيان الإسلام لم يخطط له الآخرون من المستكبرين وحلفائهم الكافرين معهم، فلم يتركوا موقعاً إلا استهدفوه بالخطة التي يُرادُ فيها تدجين الإسلام، حتى يمكن توظيفه لخدمة بلاط هنا وموقع استكباري هناك، ليعطي فتوى بحرب تتحرك في خطط المستكبرين هنا، وبسلم يتحرك هناك.
في هذا المناخ تبرزُ مسألة الوحدة الإسلاميّة، لتنطلق في حركة ارتباط عضوي بالإسلام، فأن تكون مسلماً يعني أن تكون وحدويّاً، لأن القضية التي تواجهنا هي تجميع النقاط لا تسجيل النقاط، حيثُ تكون المسألة كيف يمكن أن نعزل بعضنا عن بعض، وكيف يمكن أن نرمي اتهامات التكفير والتضليل، لا بين المذاهب فحسب، بل حتّى في المذهب الواحد، لأننا كنّا معنيين بالذاتيات الضيقة تارةً والواسعة أخرى.
مذهبيتان:
لقد بدأت المذهبيّة تأخذُ مكان الإسلام في حياتنا.. وللمذهبيّة عنوانان: المذهبيّة الطائفيّة والمذهبيّة الفكريّة فالمذهبيّة الفكريّة غنىً للإسلام والاجتهاد غنىً للإسلام، لأنّ مسألة أن يكون لك مذهب في فهم الإسلام هو غنىً: دراسةً وتفكيراً وحواراً.. يمكن من خلال الالتزام بخط الفكر أن نسهل التقارب إن لم نصل إلى الوحدة..
إنًّ الفكر لا يتعصّب، ومن يلتزم مذهب الفكر لا يتعصّب، أمّا الغريزة فتتعصّب، والمتعصبون هم الذين لا يملكون عمق الفكر ورحابته وامتداده.. والعصبية تضيِّقُ فكرك وصدرك وحياتك وساحتك..
فالتعصب والحقد جاءا من المذهبيّة الطائفيّة، وحين نتحدّث عن الوحدة، فإنّنا نتحدّث عن الإسلام الوحدة والغنى الفكري، المنفتح على الكتاب والسّنة، والمنفتح على النّص الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه، ينفتح لا ليتجمد عنده ، كما يتهمنا الآخرون بالجمود أمام النّص.. إنّ النص ككلمات وأصوات وحروف ثابت ولكنّ المضمون متحرك...فالعدل مثلاً يتحرك في كل المجالات، ويمكنك أن تفكر في العدل شريعةً وأسلوباً وحركةً وسياسةً واقتصاداً وأمناً. هو كلمة في عدة حروف، ولكنها كلمة تشتمل على مكنونات العالم كله.
الحوار في مسألة الوحدة:
على ضوء هذا، قد نحتاج إلى أن ننفتح على هذا الجانب ونحن نعالج مسألة الوحدة الإسلامية في واقعنا المعاصر من حيث المصير، لنلتقي بقضية أخرى، وهي مسألة الذهنية الموضوعية؛ والذهنية الموضوعية هي الذهنية العقلانية التي تنطلق إلى الفكرة كما لو لم تكن هناك أية مسبقات لها، سواء في الجانب الذاتي أو في الجوانب المحيطة بالبيئة وغيرها.. وأن لا تكون لها أيضاً في المجال الآخر نظرة إلى النتائج السلبية المسبّقة، أن تنظر إلى المسألة كما لو كانت حقيقة ضائعة تريد أن تكتشفها مع الآخر، وهذا هوالمنهج القرآني للحوار الذي سبق كلّ مناهج الحوار في الجانب الثقافي للحوار، ولم يقترب منه أي منهج حوار آخر بالرغم من تطور أساليب التخاطب والحوار في العالم..
إنّ الحوار في العالم يرتكز على أساس أن تقتنع بنسبة كبيرة أنك على حقّ وتعطي الآخر فرصة صغيرة ونسبة ضئيلة أنه على حق: هناك ذاتية في النظرة إلى رأيي ورأي الآخر. أما القرآن الكريم في حديث الله تعالى لرسوله(ص) وفي خطاب الرسول (ص) للآخرين:<وإنّا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين>، فهل كان النبي شاكاً وهو الذي جاء بالصدق وصدق به، وهو الداعية إلى الله؟! ولكنّ للحوار منهجه وأسلوبه، وهذا المنهج يقول قد أكون على ضلال وقد أكون على هدى، وقد تكون أنت على ضلال أو هدى، فهناك حقيقة ضائعة بيننا، فعلينا أن نترافق في رحلة البحث عن الحقيقة.. ليس هناك ذاتية في المنهج القرآني الرسالي، بل هناك موضوعية عقلية لم يرق إليها منهج آخر.
فإذا كان النبي(ص) يخاطب الكافرين والمشركين بهذا المنطق، أفلا نخاطب بعضنا بعضاً بهذا المنطق، ونحن نلتقي على ألف موقع للقاء في هذا المجال. فالموضوعية هي أن نعيشها في أي موضوع حواري؛ رفقة في رحلة البحث عن الحقيقة. وإذا كنت تملك ما تعتقد أنه عناصر الحقيقة وأملك عناصر البحث عمّا أعتقد أنه الحقيقة، فسنلتقي، لأن الذات لن تدخل في الجوّ الحواري، ولأنّ العصبية لا مجال لها في هذا الجوّ.. فلماذا نبتعد وأمامنا الأساليب القرآنية في الدعوة للقاء والحوار والبحث عن مواقع اللقاء مع الآخر.. فكم بيننا وبين النصارى في المسألة العقيدية وحدود التوحيد ونحو ذلك من التفاصيل الكثيرة، ولكن الله تعالى يقول:<قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله><ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم>.
أن نلتقي عند مواقع اللقاء لنعيش مناخ اللقاء، فهذا المناخ اللقائي الحواري إذا عشناه وانتقلنا إلى مواقع الخلاف، كانت روحيّة اللقاء هي التي تحكم الحوار.. هذه هي الروحية التي لا يكفي أن تنطلق في عقول العلماء والمثقفين، بل لا بدّ أن تكون حالة ذهنية شعبية، أن نثقف بها قواعدنا الإسلامية، حتى نستطيع أن نعيش المنهج القرآني الذي ربّما يمتد حتى إلى بيوتنا وإلى مواقعنا السياسية والاجتماعية والأمنية وغير ذلك. وإنني أخشى أن كلّ ما أطلق من محاضرات ونداءات وشعارات ومؤتمرات حول الوحدة الإسلامية كان يتحرّك في السطح لافي العمق..
وكانت المجاملة هي التي تسيطر عليه.. وربما في بعض المواقع ولا أريد أن أسجل اتهاماً لأحد ربما كان التكاذب هوالذي يتحرّك. لا أريد أن أستشهد بآية أنزلها الله في المنافقين، لأن المسلمين فوق ذلك كله.. <.. وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنّا معكم إنما نحن مستهزئون>. نتكلّم بالوحدة، وينطلق كلّ واحد إلى قاعدته المذهبية ليتحدّث أننا مضطرون أن نتحدّث بهذه الطريقة وبهذا الأسلوب، لأن الوضع يقتضي ذلك ويفرض حديث الوحدة في مؤتمر الوحدة الإسلامية.. وهكذا بقى الواقع الإسلامي يعيش التعقيدات الكبيرة.. إننا بحاجة إلى أن نفكر بطريقة شعبية في هذا الموضوع، إن عصبيات مذهبياتنا في أي جانب إسلامي لم تخلق معنا، فليست عضواً من أعضائنا، وإنما ورثناها في ما يرث الناس من عصبيات، أو اخترناها في ما يختار الناس من مذاهبهم.. هي ليست شيئاً ذاتياً فينا، بمعنى أن الخروج عنه هو خروج عن الذات.. هو فكر ورثناه أو فكر اخترناه.. فحين تكون المسألة في هذا الإطار، فلماذا نصر على أن يظل كل واحد منا واقفاً مكانه والآخر كذلك.. وليس مستعداً لحوار الآخر أو التقدم معه خطوة واحدة إلى الأمام، ويبقى الحوار قائماً على ما يعرف بقاعدة حوار الطرشان..
وإلا لماذا مع آلاف الكتب والدروس على مرّ السنين لم يستطع أحد أن يتقدّم نحو الآخر، وزادت التعقيدات عقدة... وإنني لا أريد الحديث عن صورة سوداء للمسألة، فهناك نقاط من الضوء، ولكن أريد الحديث عن واقع نريد الخروج منه.. فلقد أراد الله لنا ألا نعتقد أن الظلام دامس مئة بالمئة، فهناك نقاط ضوء تطرد الليل، وهي موزعة في أنوار الكواكب التي تشير إلى أن وراء هذه الليالي فجراً، وحين تأتي الليالي البيض نشعر من خلال ضياء القمر بمعنى الفجر داخل الليل .
الاستكبار وقضايانا السياسية:
إن هناك نقطة نواجهها الآن، وهي إدخال المسألة السياسية التي لا تتصل بنا تماماً، وإنما تتصل بالمسألة الاستكبارية .. فحين يحدث حدث وتتخذ بعض الدول الإسلامية المتمذهبة بمذهب معين هنا أو هناك أو عندما تتحرك بعض المنظمات والحركات الإسلامية لتتخذ موقفاً هنا وهناك ربما يخالف موقفاً آخر لحركة متمذهبة بمذهب آخر.. فرأساً تثار المسألة المذهبية، وقد تكون الدولة والحركة والمنظمة منطلقة من مصالحها، ومتحركة من خلال فهمها السياسي لهذه المسألة.. ولكنّ المسألة أنّ ما يقال: إنّ هذا الموقف ضد الشيعة من السنة أو ضد السنة من الشيعة، ولا علاقة للتشيع والتسنن بالموضوع كله... وإنما هناك بعض المنظمات أو الحركات الإسلامية تعتبر العنف الوسيلة الوحيدة أو المُثلى للتغيير وبعضها لا تعتبر ذلك..
فالمشكلة بعدما حصل في أفغانستان أو غيرها أننا ركبنا الموجة، مع أنّ الكثيرين هم ممن لا يوافقون على ما يسمى بأساليب العنف أو التطرف أو الإرهاب.. ولكن ليس معنى ذلك أن يتحوّل العالم الإسلامي إلى فرع من جهاز المخابرات الأمريكية يلاحق كل مسلم ينفتح على إسلامه من خلال انفتاحه على حريته واستقلاله.. فماذا هناك الآن؟ إن أغلب الدول الإسلامية تلاحق المسلمين والإسلاميين في كل مكان، حتى على مستوى الاحتمال الموهوم بالعلاقة مع "القاعدة"، وأصبحنا مجانياً فرعاً من فروع المخابرات المركزية الاميركية نقدّم المعلومات ونلاحق ونقتل ونسجن.. وكل ذلك لا لاقتناعنا بذلك، بل لنعتقل ونسلّم المعتقلين إلى أمريكا لتحاكمهم، فما معنى ذلك؟ وهذه مسألة من أخطر المسائل. ولعلّ الصورة التي نواجهها في العالم الإسلامي والعربي تتحرك في هذا الاتجاه.. والقضية هي السعي كي يخرس كل صوت إسلامي يحمل حرارة الحرية في تصوره للإسلام.
نقول لا مانع لدينا أن نختلف، وقد صرحنا أننا نختلف مع طالبان في فهمها للإسلام، وما حدث في أمريكا في ١١ أيلول، لأنه أساء إلى الواقع الإسلامي أكثر مما خدمه ولو كان مبرراً في ذاته، ولكنْ هناك فر بين مواجهة هذا التيار في داخل الحركة الإسلامية أو الواقع الإسلامي، أو أن نكون الوكلاء عن أمريكا في ملاحقة كل حركة إسلامية ومسلم يعيش التوتر الإسلامي في هذا المجال.
تفعيل روحية الحوار والوحدة:
أعتقد أننا بحاجة إلى هذه الروح «التوتر الإسلامي»، ولكن علينا معالجة المضمون لهذا التوتر.. فقد يكون الإنسان المتوتر مخلصاً للإسلام وهو يخطىء في أسلوبه وعمله. لهذا فنحن نتحسس الآن أن هناك وحدة إسلامية شعورية على المستوى السياسي، وهو ما لاحظناه في المواقف الشعبية الإسلامية على مستوى قضية أفغانستان، وقبلها قضية البوسنة والهرسك، وهذه الوحدة تتجلى الآن في القضية الفلسطينية التي يقف كل العالم الإسلامي على الأقل على مستوى الشعوب مع الانتفاضة ومواجهة إسرائيل، هي وحدة إسلامية شعورية حقيقية، نرجو أن تتحول إلى وحدة إسلامية سياسية على مستوى حركة الواقع السياسي، ولا أقصد من الوحدة السياسية الوحدة الاندماجية.. إن علينا الاستفادة منها وتقويتها، وأن لا نبعد الصفة الإسلامية عنها، لأن كثيراً من الدعوات تنطلق لإبعاد الصفة الإسلامية عن هذا الموقف، ونحن نعتقد أنه حتى بعض العلمانيين الحركيين يتحركون من الرواسب الإسلامية الموجودة داخل نفوسهم... إن علينا ألا نجعل الإسلام يفقد هذا العنصر وهذا الموقف... كما أننا نعتقد أن هذه اللقاءات التي تحدث في المؤتمرات الإسلامية على مستوى الدول ومستوى الحركات الإسلامية، وعلماء المسلمين من سائر المذاهب، وبين الحركيين المسلمين، أوجدت نوعاً من التفاهم والتقارب إذا لم يستطع أن يلغي الكثير من الفروق فإنه استطاع أن يقلّصها، واستطاع أن يوجد نوعاً من العلاقات الشخصية والثقافية... ونحن نعتقد أن لبنان يمثل البلد الذي استطاع أن يوجد نوعاً من الوحدة على المستوى الشعبي لا نجده الآن في أيّ بلدٍ إسلامي آخر.. ولعلّنا نلاحظ قضيّة التزاوج بين المسلمين ومن مختلف المذاهب كيف امتدّت على مستوى لبنان، وتجربة تجمع العلماء المسلمين التي ندعو لتفعيلها وتحريكها ولقاءات الحركات الإسلامية التي نريد أن لا تقتصر على المسألة السياسية، بل يجب تخطّيها إلى الجوانب الثقافية، ولا سيما في لبنان، ما يفعّل عمل هذه الحركات أكثر ويتنسّق القضايا بشكل أشمل وأعمق.. وبهذا نتخلص من مقولات العلمانيين أنّ الإسلام صار إسلامات متعددة، فعلينا إثبات الإسلام الواحد، وأنّ هناك تنوّعاً في الوحدة واجتهادات في فهم الإسلام..
<قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني> فلنبدأ الخطوة الأولى، لأن الكفر كله قد برز إلى الإسلام كله، فعلى الإسلام كله أن يبرز للكفر والاستكبار كله، فلنعتصم بحبل الله جميعاً ولا نتفرق ونعدّ نعمة الله علينا، حيث جعلنا إخواناً وكنا على شفا حفرة من النار فأنقذنا منها..
علينا أن ندرس الواقع، وكيف يمكننا تغييره من خلال تغيير الكثير من ذهنياتنا في فهمه والانطلاق معه، وعلينا التحديق بكلّ الواقع الإسلامي، ولا سيما في قضايانا الحيوية في فلسطين والعراق وغيرهما.. ومواجهة الهجوم الأميركي والفرعونيّة الجديدة الساعية لإسقاط الواقع الإسلامي كله.