حديث التقريب للأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية
حبّ الحسين يجمعنا
تنا - خاص
استقبلت الجماهير المؤمنة شهر محرّم الحرام هذا العام بشعار «حب الحسين يجمعنا» وهو شعار يعزف على أوتار التقريب وتوحيد الأمة الإسلامية.
شارک :
من هنا لابدّ من الوقوف عنده، خاصة في مثل هذه الظروف التي تتوجه سهام الغدر والنفاق من داخل الأمة ورصاص الحقد والانتقام من خارج الأمة لتمزيق الصف وللقضاء على فرص التقريب بين مذاهب المسلمين وفرص توحيد الصف والتوجه نحو تحقيق الأهداف الكبرى.
الحسين بن علي عليه السلام سجّل هو وأصحابه يوم العاشر من محرّم ملحمة خالدة مفعمة بصور السموّ الإنساني والصمود على طريق المبدأ، وإباء الضيم والطغيان، والتضحية بكل غال ونفيس في سبيل تحقيق رضا الله سبحانه، وفي سبيل انتشال الأمة من حالة الذل والهوان والاستسلام.
ذكرى كربلاء الحسين درس ضروري وهام لامتنا تحتاجه دائما.. خاصة حين تتفاقم ظروف الاذلال والاستسلام. وهذا الدرس يجب أن يدخل في وجدان الأمّة ويختلط بمشاعرها وأحاسيسها ، وذاك مالا تستطيع الكتب والمقالات وحدها أن تفعله. لابدّ من استخدام الأدب والفنّ.. ولابُدّ من اهتمام تربوي وإعلاميّ وشعبي واسع.. وهذا غير شائع ـ مع الأسف - على النحو المطلوب على صعيد عالمنا الإسلامي.
الاهتمام الإسلامي بهذا المقطع التاريخي الهام، وإحياؤه إحياء يدخل في الوجدان الشعبي، يستطيع أن يحيي روح "العزّة" في نفوس المسلمين، ويستطيع أن يشدّ عواطف الأمة المسلمة في اتجاه رفض الخضوع للظلم والاستسلام للطغاة والمتجبرين.
لايجوز أن تبقى ذكرى الحسين حيّة لدن طائفة من المسلمين ويُحرم من عطائها غيرهم.. لابد من إحيائها على الصعيد الإسلامي.. عندئذ ستكون وسيلة "تقريب" بل توحيد لعواطف الامة وأفكارها واهتماماتها وتطلّعاتها.
الإسلاميون الذين ارتفعوا عن الحالة الطائفية قد توجّهوا نحو هذه الصفحات المضيئة من تاريخنا، واستلهموا منها العبر والدروس، ومنهم "سيد قطب" رضوان الله تعالى عليه. فهو حين يقف عند معنى النصر في قوله سبحانه: "إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد" . يضرب مثلا من تاريخ الأنبياء بإبراهيم (عليه السلام) وهو يلقى في النار فلا يرجع عن عقيدته ولا الدعوة اليها، فهو في موقف نصر لا هزيمة..
ويضرب مثلا من تاريخنا الإسلامي بالحسين "وهو يستشهد في تلك الصور العظيمة من جانب، المفجعة من جانب.. أكانت هذه نصراً أم هزيمة؟ في الصورة الظاهرة وبالمقياس الصغير كانت هزيمة.. فأما في الحقيقة الخالصة وبالمقياس الكبير فقد كانت نصراً. فما من شهيد في الأرض تهتزّ له الجوانح بالحبّ والعطف، وتهفو له القلوب، وتجيش بالغيرة والفداء كالحسين رضوان الله عليه. يستوي في هذا المتشيعون وغير المتشيعين، من المسلمين. وكثير من غير المسلمين!".
ونحن بهذه المناسبة ومن منطلق "التقريب" والحرص على وحدة المسلمين.. ومن الإحساس العميق بالحاجة الملحّة إلى إحياء روح العزّة والكرامة في نفوس المسلمين ندعو :
أوﻻًَ إلى إحياء ذكرى الحسين في الوجدان الشعبي الإسلامي.. لأنه الشهيد الذي تهفو اليه القلوب وتنشدّ اليه العواطف وتجيش لذكراه روح الغيرة والفداء "يستوى في هذا المتشيعون وغير المتشيعين من المسلمين، وكثير من غير المسلمين.
وثانياً: ندعو الموالين لأهل بيت رسول الله(ص) أن يتصدوا لكل من يريد الإساءة إلى هذه المناسبة العظيمة باسم «إحياء الشعائر»! فيتصرف بصورة لا يرضاها الله ولا رسوله ولا الحسين، فينساق وراء مخطط بريطاني يهدف إلى تشويه صورة الإسلام، وتشويه واحدة من أعظم الشعائر التي تستطيع أن توحّد وتجمع وترفع الأمة إلى مستوى أهداف الحسين بن علي(ع).
محسن الأراكي
الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية