تاريخ النشر2011 9 January ساعة 15:54
رقم : 36280

بدء تنفيذ مخطط تمزيق السودان برعاية صهيوأمريكية

يوم ٩ يناير ٢٠١١م سيكتب نفسه في تاريخ الأمة العربية؛ لأنه سيشهد كارثةً تفوق الاحتلال الأمريكي للعراق، وهو تنفيذ مؤامرة انفصال جنوب السودان.
التصويت في السودان
التصويت في السودان
وكالة أنباء التقریب (تنا) : 

بدأت في الثامنة بتوقيت الخرطوم تنفيذ مؤامرة الاستفتاء لتقسيم السودان، وفصل جنوبه عن شماله، وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها لترسم صورة لمؤامرة "سايكس بيكو" جديدة في السودان بنفس الطريقة التي تم بها تمزيق شمال الوطن العربي.

وكان واضحًا منذ اللحظات الأولى لعملية التصويت أن مسئولي الحركة الشعبية يريدون إحداث زخم إعلامي، بأن هناك إقبالاً كبيرًا على الاستفتاء منذ اللحظة الأولى، وهو ما تمثل في تصويت رئيس حكومة الجنوب ورئيس الحركة سيلفاكير في تمام الساعة الثامنة وخمس دقائق في مركز اقتراع داخل مقبرة جون قرنق بوسط مدينة جوبا، كما علمنا أن قادة الجيش الشعبي أصدروا أوامرهم بتصويت أفراد الجيش كلٍّ من قادة وضباط وجنود على مدار اليوم في مختلف مراكز الاقتراع، وطبقًا لمصدر مطلع فإن الهدف من تصويت الجيش الشعبي في أول يوم هو ضمان لاستمرار التركيز الإعلامي بأن هناك إقبالاً في عملية الاستفتاء؛ تحسبًا لعزوف محتمل من الجنوبيين عن التصويت.

في إطار متصل، أكد عددٌ من قيادات المسلمين في الجنوب أن يوم ٩ يناير ٢٠١١م سيكتب نفسه في تاريخ الأمة العربية؛ لأنه سيشهد كارثةً تفوق الاحتلال الأمريكي للعراق، وهو تنفيذ مؤامرة انفصال جنوب السودان.

وأكدت آمنة عبد القادر من حزب الأمة القومي، أن ما يجري الآن يمثل كارثةًً على العرب والمسلمين؛ حيث بدأ مخطط تقسيم الدول العربية، ودعت الشعوب العربية والإسلامية إلى عدم التخلي عن مسلمي الجنوب؛ لأنهم يمثلون حائط صدٍّ ضدَّ المخططات الصهيونية في المنطقة، وقالت: إن العرب ومسلمي الجنوب ضدَّ الانفصال ومع الوحدة ومع ضرورة حلِّ المشاكل العالقة بين الجانبين؛ حتى يكون جنوب السودان بوابة العبور الإسلامي والعربي إلى القارة الإفريقية.

ويشير غريب الله سليمان، عضو المجلس الإسلامي لجنوب السودان، إلى أن ما يجري اليوم يمثل نقطةً فارقةً في تاريخ الإسلام، فليس خافيًا على أحد الهدف من مؤامرة التقسيم الذي يريد أصحابه فصل الجنوب عن وطنه الكبير، موضحًا أن القوى الغربية عندما شعرت بقوة المسلمين في الجنوب خططت لإضعافهم وفصلهم، وبدأت المخططات الواحدة تلو الأخرى التي تنتهي الآن بتصويت أصبحت نتيجته معروفة مسبقًا.

ويشير سليمان إلى أن الولايات المتحدة والغرب يرصدون انتشار الإسلام في الدول الإفريقية عبر جنوب السودان؛ لما يمثله ذلك في وجهة نظرهم من خطورة على إفريقيا الغنية التي بدأ الإسلام ينتشر فيها فعلاً بشكل أقلق الغرب.

الكنائس تقوم بدرور كبير من أجل دعم الانفصال

ويؤكد صفي الدين أن الانفصال معناه السماح بوجود أمريكا والكيان الصهيوني في قلب منطقة مهمة من العالم الإسلامي، مشيرًا إلى أنه في حالة إعلان دولة الجنوب فإن الصهاينة سوف يحتلونها في اليوم التالي للإعلان، منتقدًا دعاة الانفصال، خاصة أن تجربة الحكومة الجنوبية لم تكن جيدة على الإطلاق؛ حيث استحوذ أفراد الحركة الشعبية على موارد البترول المقرر في اتفاقية نيفاشا، ولم يستفد الشعب الجنوبي من الحكومة في شيء.

في إطار متصل، تلعب الكنائس في الجنوب دورًا كبيرًا في دفع الجنوبيين إلى التصويت لصالح الانفصال، وشهدت الأيام الماضية تحركات واسعة للكنائس من أجل دعم الانفصال للتخلص من العرب- كما يقولون- ورصدت الكنائس لتنفيذ هذا المخطط ملايين الجنيهات، سواء في الدعاية الداعمة للانفصال أو في تقديم الامتيازات للمواطنين؛ من أجل دعم الانفصال، وهو ما عبَّر عنه أحد الكهنة البارزين في كاتدرائية كل القديسين الأسقفية بجوبا، والذي قال بكل صراحة: "سوف نصوِّت بالطبع لصالح الانفصال.. نحتاج إلى استقلالنا.. نحتاج لأن نتحرر من العرب".

وتستمر عمليات التصويت لمدة أسبوع كامل، ومتوقع أن يتم مده أيضًا، على أن تُعلن النتيجة الأولية من جوبا في ٢٢ يناير، والنهائية من الخرطوم في الأسبوع الأول من الشهر المقبل.

وطبقًا لمفوضية الاستفتاء، فإن العدد الإجمالي الذي يحق له التصويت من أبناء الجنوب ٣ ملايين و٣٠٩ آلاف، منهم ٣ ملايين و٧٥٣ ألفًا في ولايات جنوب السودان وأقل من ١٢٠ ألفًا في الشمال ونحو ٦٠ ألفًا في ثمانٍ من دول المهجر، وأن ٥٢% من الناخبين المسجلين نساء. 
اخوان اون لاين
https://taghribnews.com/vdcawune.49nia1kzk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز